Skip to main content

تزامناً مع يوم الأرض المكتبة الوطنيّة: الاحتلال يواصل محاربته للوجود الفلسطينيّ بالتوسّع الاستيطاني على الأرض الفلسطينيّة

رام الله- المكتبة الوطنية: أكّدت المكتبة الوطنيّة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، بأنّ الاستعمار الاستيطاني الصّهيوني يواصل محاربته للوجود الفلسطينيّ بالتوسّع الاستيطاني على الأرض الفلسطينيّة، والتي تشكّل جوهر الصّراع التّاريخي مع المحتلّ. جاء ذلك في بيان صدر عن المكتبة الوطنية، تزامناً مع ذكرى يوم الأرض، والذي يصادف الـ30 من آذار/ مارس، وتعود أحداثه إلى هبّة الفلسطينيين ضدّ استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على أراضٍ في الجليل عام 1976. وأشار رئيس المكتبة الوطنيّة عيسى قراقع إلى أنّ يوم الأرض يأتي في هذا العام في ظلّ تصاعد الصّراع مع المحتلّ الإسرائيليّ على الأرض والوجود والهويّة، وفي ظلّ مواجهة فعليّة للمشروع الصّهيوني الاستعماري المبنيّ على محاربة الوجود الفلسطينيّ، وكان آخر أوجهه؛ الإعلان عن بناء خمس مستوطنات جديدة في صحراء النّقب جنوب فلسطين. مضيفاً أنّ الاحتلال يعيد خلق المسوّغات المبنيّة على الوهم، لبناء مستوطنات جديدة، وإحلال اليهود مكان السكّان الفلسطينيين أصحاب الأرض، ففي العام 1976 خلق شعار "تطوير الجليل" للاستيلاء على الأرض الفلسطينيّة في الشّمال الفلسطيني، واليوم يعيد المشهد نفسه للاستيلاء على الجنوب الفلسطيني، بزعمه أنّ بناء المستوطنات "جزء من عملية التّنظيم هذا الجزء من البلاد الذي تم إهماله لسنوات عديدة". وأوضح قراقع بأنه ورغم استيلاء الاستعمار الاسيطاني الصّهيوني على (85 بالمئة) من الأراضي الفلسطينيّة؛ إلّا أنّه يثبت يوميّاً قدرته على الصّمود والتحدّي والحفاظ على هويّته ووجوده في أرضه، مضيفاً: "كما نجح الفلسطينيّون في الحفاظ على وجودهم في قراهم العربيّة في الجليل؛ سينجحون في الحفاظ على وجودهم في النّقب، لا سيّما وأنّ المحتلّ اعترف مؤخراً بعجزه عن سيطرته على العرب في النّقب". ولفت قراقع إلى أنّ حماية الهويّة الفلسطينيّة والحفاظ على الموروث الفلسطيني من السّرقة والتّهويد هي جزء من معركة الحفاظ على الوجود الفلسطيني في مواجهة المشروع الصّهيوني الاستعماري، مبيّناً أنّه من ذلك تبرز أهمّية مشروع المكتبة الوطنيّة، النّابعة من أنّها المصدر الأوّل لبناء سردية السّيرة الفلسطينية، وتوثيق نضالات الشّعب الفلسطيني، وصون ذاكرته الّتي تهدّدها سياسات التّشويه والتّزوير الّتي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتوظّف كافّة الإمكانيّات والسّياسات للاستحواذ عليها بموازاة الاستحواذ على الأرض. وأشارت المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة إلى أنّ يوم الأرض يعود إلى العام 1976، بعد هبّة الجماهير العربيّة داخل الأراضي المحتلّة عام 1948، ضدّ استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على (21 ألف دونم) من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل، ومنها عرّابة، سخنين، دير حنّا، وعرب السّواعد، وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطّة تهويد الجليل، وإفراغه من سكانه العرب، والاستيلاء على أراضيهم، وإحلال اليهود مكانهم، وهو ما أدّى إلى إعلان الفلسطينيّين الإضراب العامّ في يوم الثلاثين من آذار. مضيفة أنّ مظاهرات نظّمها الفلسطينيّون، امتدّت في الأراضي الفلسطينية من الجليل إلى النّقب تزامناً مع الإضراب في حينه، متجاهلين إعلان الاحتلال لحظر التّجوال على القرى العربيّة، معلنين الرّفض لسياسته في محاربة الوجود الفلسطينيّ، ما أدّى إلى تنفيذ جيش وشرطة الاحتلال لعمليات قمع دموية، أسفرت عن استشهاد ستّة فلسطينيّين، وإصابة واعتقال المئات. ولفتت إلى أنّ هذا الحدث شكّل علامة فارقة في تاريخ النّضال الفلسطيني، وأصبح رمزاً من رموز الصّمود والحفاظ على الوجود والهويّة ودلالة على الارتباط العضويّ بين الشّعب والأرض، وخلق تطوّراً في الوعي الجماعي نحو فلسطينيي الأراضي المحتلّة عام 1948، فكانت هذه المرّة الأولى الّتي تنتفض فيها الجماهير العربيّة في الأراضي المحتلّة عام 1948 ضدّ المحتلّ منذ النّكبة وتهجير غالبية السّكان الأصليين، وفرض بطاقة الهويّة الإسرائيليّة على من تبقّوا في أراضيهم. وأكّدت المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة أنّ إحياء يوم الأرض للعام (46) على التّوالي؛ تجذير لرمزيّة النّضال الفلسطيني في الحفاظ على الأرض والهويّة والموروث الثّقافي، والتصدّي لمحاولات الاجتثاث من الأرض ومحو معالم الوجود.