تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قراقع يشارك في المؤتمر الثالث للحملة الأكاديمية الدولية

1

رام الله – شارك رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع في المؤتمر العام الثالث للحملة الأكاديمية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والأبارتهايد، الذي افتتح صباح هذا اليوم 4 آذار 2024م في مدينة رام الله، تحت عنوان "شهداء المسيرة الأكاديمية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة".

وافتتح المؤتمر بكلمة أمين عام الحملة د رمزي عودة، عرض فيها أهم مساهمات ومشاركات الحملة خلال الفترة الماضية، وتم ذلك بحضور ومشاركة طيف واسع من الأكاديميين الفلسطينيين والعرب والأجانب.

كما استعرض المشاركون في المؤتمر الأوضاع العامة في فلسطين، وما خلفته حرب الإبادة الجماعية من خسائر على الصعيد الأكاديمي في غزة، سواء بهدم المؤسسات التعليمية أو قتل الطلاب والمدرسين وأساتذة الجامعات، الذين استشهد بعضهم نتيجة للاستهداف المباشر فيما يشبه التصفية الجسدية المدبرة؛ كما نددوا بالمواقف الدولية التي لم ترتق لمستوى خطورة وفظاعة الجرائم الإسرائيلية المنظمة ضد الإنسانية.

إلى ذلك تلا مدير العلاقات العامة في الحملة حسن عبد ربه، تقريرها العام، الذي تضمن مطالبة الحملة لمنظمات المجتمع الدولي بالعمل على وقف التدمير الممنهج للحياة في قطاع غزة، والتحرك الفوري لإنقاذ المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية وكوادرها، من القتل والتدمير التام الممنهج الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالقصف والتفجير لمباني ومرافق الجامعات والكليات والمعاهد في قطاع غزة.

ما أدى إلى تعطيل الحياة الأكاديمية الطبيعية في المؤسسات الأكاديمية الجامعية والكليات والمعاهد والمدارس والمؤسسات التربوية والتعليمية بمختلف تصنيفاتها، كما وتعطلت المسيرة الأكاديمية الجامعية بمجملها في (19) مؤسسة تعليم عالٍ في قطاع غزة وأدت إلى حرمان أكثر من (88,000) طالب وطالبة من تلقي تعليمهم منذ بدء العدوان في أكتوبر الماضي، وأكثر من 550 طالب وطالبة من قطاع غزة قد تعذر التحاقهم في المنح الدراسية الخارجية في الجامعات بسبب إجراءات الاحتلال وعدم التمكن من السفر مما حرمهم من فرصة التعليم الجامعي، بجانب زيادة معاناة وضغوطات قرابة 1000 من الطلبة المبتعثين للدراسة الجامعية والدراسات العليا من قطاع غزة في 18 دولة في العالم. 

وأهابت الحملة بالمؤسسات والهيئات الدولية، والأطر النقابية للعاملين في المؤسسات الأكاديمية للوقوف في وجه جرائم الاحتلال الذي لا زال يستهدف بالقتل العشرات من المحاضرين الأكاديميين والطواقم الإدارية والتي بلغت نحو 500 شهيدا من الطلبة الجامعيين ونحو 100 عالماً ومحاضراً وأكاديمياً، ممن يعملون في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في قطاع غزة نتيجة العدوان المستمر على شعبنا منذ خمسة شهور.

كما دمرت آلة الحرب الإسرائيلية، مباني ومرافق الجامعات الفلسطينية والمؤسسات الأكاديمية في قطاع غزة، ووصل عدد المباني الأكاديمية المتضررة إلى أكثر من 15 مبنى بشكل كامل وجزئي، ومنها جامعة الأزهر وجامعة الإسراء والجامعة الإسلامية وجامعة القدس المفتوحة ونسف جامعة فلسطين، ونسف مبنى الدراسات العليا وكليات البكالوريوس الرئيسي جنوب مدينة غزة، وتدمير المتحف الوطني في الجامعة، الذي كان يضمّ أكثر من ثلاثة آلاف قطعة أثرية نادرة، وتدمير جيش الاحتلال لمباني المستشفى الجامعي الأول والوحيد في قطاع غزة والثاني في فلسطين ومباني المختبرات الطبية والهندسية ومختبرات التمريض.

وكان جيش الاحتلال قد استهدف أيضاً مقرات الجامعة الأخرى بالقصف والنهب ومنها مقر الدراسات المتوسطة "الدبلوم" الواقع شمال قطاع غزة ومقر التعليم المستمر والتدريب المهني الواقع في حي الرمال. كما وسيطر الاحتلال وتمركز في مبنى جامعة الإسراء لمدة سبعين يوماً وحوله إلى قاعدة عسكرية ومركزاً مؤقتاً للاعتقال والتحقيق والتنكيل بمن يتم احتجازهم قبل نقلهم لأماكن أخرى.

وكشفت الحملة عن أن آلة الحرب الإسرائيلية، قتلت عشرات المدرسين والعلماء من أصحاب التخصصات النادرة، من بينهم البروفيسور سفيان عبد الرحمن تايه عالم الفيزياء الفلسطيني البارز ورئيس الجامعة الإسلامية في غزة، وتسعة من أفراد أسرته، في غارة جوية استهدفت منزله بتاريخ 2 كانون أول 2023م، وتايه يحمل درجة الأستاذية في تخصّص الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية، وكان قد جرى تصنيفه من قبل جامعة ستانفورد الأميركية في عام 2021 ضمن أفضل 2% من الباحثين حول العالم، وكان قد حاز على جائزة عبد الحميد شومان للبحث العلمي في تشرين ثاني 2021م، فضلاً عن تعيينه حاملاً لكرسي اليونسكو لعلوم الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في فلسطين.

بدوره قال رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع، أن هذا الاجتماع جاء للتوقف أمام الخسارة الكبيرة لعلماء فلسطين والأمة، من أساتذة الجامعات والكتاب والمفكرين والفنانين الفلسطينيين، الذين أزهقت أرواحهم آلة الحرب الإسرائيلية إلى جانب تدمير غالبية مقتنيات غزة من الموروث الحضاري والإنساني، بما في ذلك هدم المتاحف والمسارح والمراكز الثقافية، وهي جرائم لم تحرك على النحو الكافي الضمير العالمي من الأكاديميين حول العالم، وإظهار ما يجب أن يظهروه من تنديد بالمذبحة المفتوحة مقصلتها على أقصى اتساع في غزة.

مضيفاً أن علينا أن نستثمر في صمود شعبنا، وتعزيز مقومات صموده وثباته في وطنه، وعلينا أن نتحدى التدمير الممنهج للمدارس، بالعودة للتعليم الشعبي ونتحدى المذبحة بإظهار أنماط ونماذج تضامن وتآخي لم تعرف الإنسانية مثيلاً لها، حتى نتمكن معاً من النجاة من هذا الجحيم، والخروج من الحفرة التي حاول المحتل دفننا فيها ونحن على قيد الحياة.

غير معولين على كل ما يلوح به لنا، من بيارق التضامن المضللة وغير الكافية؛ سواء على الصعيد القانوني، لا سيما محكمة العدل الدولية التي عجزت عن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار، رغم اعترافها بوقوع المذبحة، وعدم التعويل على الدعم السياسي من الحكومات التي تعمل لصالح حركة الاستعمار العالمي، وأرباب رأس المال الدوليين، الذين يعادون الشعوب بفطرتهم، ويسلبونها لقمة عيشها وشربة مائها، ويسلبون حياة أبنائها وبناتها في نهاية المطاف.

لافتاً إلى أنه علينا المضي قدماً نحو ممارسات الدبلوماسية الشعبية، وعرض صور جراحنا المفتوحة أمام الشعوب، لأننا سننجح من هناك في الدفاع عن حقوقنا وقلب الرأي العالمي رأساً على عقب؛ وإعادة تشكيل الوعي العالمي بقضايانا العربية وفي مقدمتها قضية شعبنا العادلة.

وقد أصدر المؤتمرون في ختام مؤتمرهم، بعد أن قدم العديد منهم مداخلات قيمة وثرية، بيانهم الختامي، الذي طالب بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة، المتواصل منذ نحو خمسة أشهر.

وأكدوا على وجوب تعزيز صمود وثبات أبناء شعبنا في وطنه برفض كافة محاولات التهجير القسري وحرب التجويع والحصار الجماعي وتوفير الحماية والإغاثة الحقيقية للمدنيين لإنقاذهم من مخاطر المجاعة وتفشي الأوبئة والأمراض.

وشدد المؤتمرون في بيانهم على ضرورة إنجاز الوحدة الوطنية، والوقوف في وجه المؤامرات السياسية التي تستهدف وحدة الوطن، أو الانتقاص من الحقوق الوطنية الثابتة بما فيها الحق في تقرير المصير والعودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

ودعوا إلى ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، تحظى بتوافق وطني انطلاقاً من وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.

وشددوا على أهمية حماية المؤسسات الأكاديمية وضمان حياة العلماء والأكاديميين وعدم استهدافهم والدفاع عن الحق في حرية التعليم وتكاثف الجهود الإقليمية والدولية، وإعادة بناء الجامعات والمدارس والمؤسسات الأكاديمية التي استهدفها ودمرها الاحتلال الإسرائيلي.